تصريحات مثيرة عن أبوظبي وتفكير البرهان بالتنحي.. ماذا قال العطا؟
جدد العطا اتهاماته لدولة الإمارات بإدارة الحرب في السودان
شكك ناشطون على منصة إكس بعزم قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، في التنحي، وسط معركة شرسة يخوضها ضد مليشيات الدعم السريع.
وجاءت الأنباء عن “تفكير” البرهان بالتنحي، على لسان مساعده وعضو مجلس السيادة ياسر العطا، خلال حوار مع التلفزيون السوداني الرسمي عرض في 3 أغسطس/آب 2024.
وأوضح أن البرهان أخبره (قبل المقابلة بـ 4 أيام، أنه “قد وصل الحد” أي أنه يتجه للاستقالة، وأن عليه أن يتفق مع عضو مجلس السيادة السوداني الفريق شمس الدين كباشي ليسلمه السلطة.
وقال العطا إنه رفض ذلك وأخبر البرهان بأن “التنحي عقب هزيمة الجنجويد”، الاسم السابق لمليشيات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".
وأضاف: "لا أنا ولا البرهان ولا كباشي ولا إبراهيم جابر (عضو مجلس السيادة) نريد الحكم، ونحلم باليوم الذي يصبح فيه السودان آمنا مستقرا لتسليم الأمانة". وتابع: "دمرنا القوة الصلبة لمليشيا الدعم السريع وما تبقى منها مجموعة عصابات ونهابين".
وفي رده على محاولة الاغتيال التي استهدفت البرهان في 31 يوليو/تموز، قال إنه في حال مقتله أو نائبه في الجيش شمس الدين كباشي أو مساعديه الآخرين “فإن القوات المسلحة بها مليون من القادة”.
دور مشبوه
وفي نقطة أخرى، جدد العطا اتهاماته لدولة الإمارات بإدارة الحرب في السودان، وأن رئيسها محمد بن زايد، "يجلب الشر معه إلى أي أرض يدخلها".
وبين أن ابن زايد حاول الاتصال به خمس مرات، وذلك بعد أن وجه الأول إلى جانب الجيش السوداني عدة اتهامات للرئيس الإماراتي بدعم قوات الدعم السريع.
وسبق أن اتهم العطا لدى مخاطبته حشدا عسكريا بمدينة سنار وسط السودان، في مارس/آذار 2024، الإمارات بالتخطيط للسيطرة على أراضي وموانئ البلاد، عبر دعم قوات الدعم السريع.
وقال إن هناك أسبابا رئيسة كانت وراء اندلاع الحرب منها سعي حاكم الإمارات، للسيطرة على أراضي السودان الزراعية، والموانئ البحرية على ساحل البحر الأحمر والموارد المعدنية.
وأكد العطا أنه لتحقيق هذه الأهداف اشترى ابن زايد مليشيا الدعم السريع بمعاونة مرتزقة فاغنر الروسية و"المافيا الإجرامية في أوروبا"، وتعاونوا جميعا لتنفيذ مخطط السيطرة.
وتتوافق تصريحات العطا مع أدلة دامغة وتقارير أممية موثقة وأخرى إعلامية أكدت تورط الإمارات في دعمها للجنجويد مثل تقرير الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية.
وتقدمت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات، مبينة أنها تدعم الدعم السريع في عدوانه على السريع.
وأكد مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، أن الإمارات "لعبت دورا رئيسا في إشعال الحرب عبر حليفها الداخلي مليشيا الدعم السريع" ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء ونزوح وتهجير الملايين من السكان.
وأضاف أن دور الإمارات عرض الملايين إلى التأثر غير المسبوق بالفجوة الغذائية وانعدام الرعاية الصحية ونقصان الأدوية وتصاعد الشقاء والمعاناة المهولة ووقف عجلة الإنتاج وانهيار الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتحت عنوان "التدفق المستمر للأسلحة يفاقم معاناة المدنيين المتواصلة في النزاع"، كشفت منظمة العفو الدولية في يوليو/تموز 2024، أن قوات الدعم السريع استخدمت تشكيلة من ناقلات الجند المدرعة حديثة الصنع الواردة من الإمارات.
مجاعة وشيكة
وعروجا على الأزمة الإنسانية والغذائية، فقد حذر مسؤولون أميركيون من تفاقم المجاعة التي تسببت فيها الحرب المستمرة في السودان وحظر المساعدات، وأنها قد تكون في طريقها لتصبح المجاعة الأكثر فتكا منذ ما يزيد على عقد من الزمان.
وقالت مجلة نيوزويك إن الحرب الأهلية المستمرة منذ 16 شهرا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع كانت لها آثار إنسانية مدمرة، فقد نزح بسببها ما يقرب من 10.7 ملايين شخص داخليا وقتل ما يزيد على 14 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.
كما أكد تقرير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل -أعده فريق من خبراء دوليين مستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات- أن "الصراع المستمر في السودان أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة".
ويقع المخيم بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان ويعد أحد أكبر مخيمات النازحين داخليا، إذ يستضيف أكثر من نصف مليون نازح داخلي.
ودعت الأمم المتحدة في ظل الخطر المحدق بمئات آلاف النازحين، المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي "بشكل عاجل" لمنع حدوث مجاعة في السودان.
أسلحة المليشيا
وبدوره، قال الكاتب أنطوني ليك، إن الإمارات تتحمل المسؤولية الأكبر عن التجويع والتطهير العرقي في السودان، ففي الوقت الذي ترتكب فيه قوات الدعم السريع هجمات الإبادة الجماعية على المدنيين في دارفور ومناطق أخرى تسلم أبوظبي الأسلحة لهذه المليشيا.
وأضاف في مقال له بالمجلة الأميركية فورين أفيرز في 31 يوليو/تموز 2024، بعنوان "أوقفوا حرب الإمارات السريّة في السودان"، أن في الوقت نفسه، تقوم شركات عديمة الضمير بتهريب الذهب السوداني إلى الأسواق الإماراتية مما يؤجج الصراع أكثر.
وأشار ليك، إلى أن الإمارات تمكنت من التصرف بحصانة، حيث إن احتياطياتها النفطية وأهميتها الإستراتيجية كثقل موازن لإيران، ودورها في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، تجعل القادة الغربيين مترددين في ممارسة ضغوط كبيرة على أبوظبي.
وتابع: "بالنظر إلى الدور الكبير الذي لعبته الإمارات في تأجيج الأزمة في السودان، فإنه من الضروري أن تجبر الجهات الفاعلة الخارجية القيادة الإماراتية على تغيير مسارها".
ولفت الكاتب إلى أن الذهب كان محركًا رئيسا للحرب في السودان، ورغم أن قوات الدعم السريع متورطة بشكل أكبر في تجارة الذهب، إلا أن كلا الطرفين قام بتهريب وبيع كميات كبيرة من الذهب لتغذية آلة الحرب، وتستفيد الإمارات حاليا من هذه التجارة.
تأجيج الصراع
وسلط ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الإمارات_تقتل_السودانيين، الضوء على دور الإمارات المشبوه في بعض الدول العربية والإفريقية ذات الثروات الطبيعة والموانئ، ومساعيها في تأجيج الصراعات والحروب بها ودعمها للانقلابات.
ودعا ناشطون المسؤولين السودانيين للكف عن الكلام وإصدار التصريحات المهاجمة للإمارات والفاضحة لدورها واتخاذ مواقف أكثر صلابة وقوة تجاهها تكون رادعة لدورها المشبوه في السودان قبل أن تحقق مأربها وتدمر كامل السودان وتنهب كل ثرواته.
وتفاعلا مع التطورات، أكد مدير جامعة الخرطوم إبراهيم غندور، أن هنالك جهة تريد حكم السودان ببندقية الدعم السريع وهنالك دول بعينها تريد تغييرا اجتماعيا في البلاد وهنالك دول تريد مكاسب اقتصادية والموانئ ولا تريد فئات سياسية بعينها موجودة في الساحة السياسية.
وأضاف أن كل هذه المآرب التقت مع بعضها البعض وأنتجت هذه الكارثة التي نراها الآن.
ودعا محمود حسن، لتسمية الأسماء بمسمياتها الصحيحة، قائلا إن السودان لا يجوع وإنما يُجْوع من قبل مليشيا الدعم السريع الإرهابية المدعومة من الإمارات، وإن من يحاصر المواطن ويسرق قوته من يسرق مخازن الغذاء وينهب منازل المواطنين هي المليشيا.
وكتب أحد المغردين: "ما فعله آل زايد بالسودان وخيانتهم وقتلهم وتآمرهم على الشعب السوداني لن ننساها وسيتوارث أجيالنا بغضكم وستكون وصمة عار لكم وستصيبكم قارعة بما فعلتم بنا وستذكرون فعلتكم أرانا الله فيكم ما يشفي الصدور".
تؤجج الصراع
وبدوره، قال الكاتب أنطوني ليك، إن الإمارات تتحمل المسؤولية الأكبر عن التجويع والتطهير العرقي في السودان، ففي الوقت الذي ترتكب فيه قوات الدعم السريع هجمات الإبادة الجماعية على المدنيين في دارفور ومناطق أخرى تسلم أبو ظبي الأسلحة لهذه المليشيا.
وأضاف في مقال له بمجلة فورين أفيرز الأميركية في 31 يوليو 2024، بعنوان "أوقفوا حرب الإمارات السريّة في السودان"، أن في الوقت نفسه، تقوم شركات عديمة الضمير بتهريب الذهب السوداني إلى الأسواق الإماراتية مما يؤجج الصراع أكثر.
وأشار ليك، إلى أن الإمارات تمكنت من التصرف بحصانة، حيث إن احتياطياتها النفطية وأهميتها الإستراتيجية كثقل موازن لإيران، ودورها في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، تجعل القادة الغربيين مترددين في ممارسة ضغوط كبيرة على أبوظبي.
وأعاد المغرد عز الدين، نشر مقال ليك بمجلة فورين أفيرز، مؤكدا أن الإمارات تعمل على تفاقم الحرب الأهلية في السودان - والأزمة الإنسانية في المنطقة - من خلال دعمها قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأوضح الناشط ياسر مصطفى، أن فورين أفيرز قدّمت جوابا لسؤال: كيف يعمّق النظام الإماراتي جراح السودانيين؟!
وقال المغرد يماني، إن الإمارات عدوة الإسلام والمسلمين قبل الصهاينة، وعدوة اليمن والسودان وغزة وفلسطين والصومال وليبيا وعمان، مضيفا: "يا إماراتيين تذكروا أن الأيام دول والتاريخ لا يرحم".
وتوقع المغرد أمين، أن نشهد اتفاقا مشينا بين الجيش والدعم السريع نهايته سيطرة إماراتية على السودان واغتيالات لكل معارض لهم كما حدث في جنوب اليمن.
وأكد أن الإمارات ما هي إلا أداة لآلة الاستعمار الكبرى وقوى الامبريالية وهي أحد أذرع الشر في المنطقة، معربا عن أسفه أن العنصر الداخلي والخيانات هي أكبر ممول لذلك.
إشادة وثناء
وإشادة بتصريحات العطا، أرفقت المغردة سلمى، مقطع فيديو يوثق ما قاله ووصفت كلماته بأنها خطاب للتاريخ"، قائلة: "شكرا، لقد أثلجت صدورنا".
وأكد المغرد مصعب، أن الجنرال ياسر العطا لم يقل إلا الحق: "الإمارات هي التي تدير الحرب ضد الشعب السوداني وتدفع بسخاء لهذا الهدف، وحتما سيكون عداؤنا معهم تاريخيا".
وأضاف أن الإمارات ظلت واقفة لأجل هذا الهدف و(شاركت مع غيرها) في فصل جنوب السودان ومقتل د. جون قرنق عبر عميلهم موسيفيني !.
وعلق بليل بولرباح، على تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة، قائلا: "في اعتقادي أنهم في عمل متواصل لأجل خراب كل الدول العربية ولأجل كافر مستعمر".
وقالت الباحثة شيرين هلال: "منطقتنا التعيسة ماسكين في تلابيب بعض".
وأوضح السالمي عبدالكريم، أن ياسر العطا يفضح دويلة الإمارات العبرية الصهيونية المارقة والمنحطة، وتصرفاتها الدنيئة والشريرة في البلاد العربية.
وطالب ممدوح عبدالله، العطا، بأن يواجه الأمر بنفس بقرارات شجاعة ومنها إعلان قطع العلاقات مع الإمارات، وطرد السفير الإماراتي من السودان، وسحب السفير السوداني منها، ووقف صادر الذهب إليها.
تنحي البرهان
أما عن تصريحات العطا بشأن رغبة البرهان في التنحي، فقد تباينت ردود فعل الناشطين حولها، لكن الغالبية ذهبوا إلى أنها إقرار علني بالهزيمة، فيما استبعدها آخرون.