من يخلف إسماعيل هنية في قيادة حماس؟.. تعرف على أبرز المرشحين

داود علي | a month ago

12

طباعة

مشاركة

على قدم وساق، تجرى اجتماعات داخل أروقة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لاختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي، اغتيال الرئيس إسماعيل هنية، في 31 يوليو/ تموز 2024، نتيجة ضربة صاروخية إسرائيلية، استهدفت مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران. 

ومثلت عملية اغتيال هنية "أبو العبد" ضربة قوية لحماس، نظرا لأنه أحد قادتها التاريخيين، الذين يمثلون ثقلا إداريا وسياسيا بالحركة. كما أنه من زعماء المقاومة المؤثرين في الشعب الفلسطيني، بشخصيته ولسانه المفوه. 

لذلك تعمل حماس على تقليل حجم الخسارة باختيار قائد جديد، يكون باستطاعته خلافة هنية، والإمساك بدفة القيادة في بحر الحرب الإسرائيلية العاصف والمتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

وبحسب النظام الأساسي لحماس، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم حوالي 50 عضوا، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي، هم الذين ينتخبون الرئيس.

وتضم تركيبة مجلس الشورى والمكتب السياسي 3 حصص متساوية لساحات العمل الثلاث في الحركة، وهي غزة والضفة الغربية والشتات، بمعدل الثلث لكل ساحة.

كما تعد غزة هي الساحة الأكثر ثقلا في حركة حماس، من الساحات الثلاث الرئيسة التي تعمل فيها، وذلك لامتلاكها عناصر قوة عسكرية واقتصادية وتنظيمية.

ويرى مراقبون أن هناك أسماء بعينها مرشحة بقوة لخلافة إسماعيل هنية، لا سيما أن قادة الحركة يعيش بعضهم داخل قطاع غزة وقسم آخر خارجه.

ومن أبرز هؤلاء خالد مشعل، وخليل الحية، وموسى أبو مرزوق، ويحيى السنوار، وأسامة حمدان، وزاهر جبارين. 

خالد مشعل 

يعد خالد مشعل (68 عاما) من الأسماء المرشحة بقوة لقيادة المكتب السياسي عقب استشهاد إسماعيل هنية

خاصة أنه شغل موقع رئيس المكتب السياسي للحركة لسنوات طويلة سابقة، تحديدا من 1996 إلى 2017 أي 21 عاما. 

اسمه بالكامل خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل، وولد يوم 28 مايو/ أيار 1956، في بلدة سلواد شمال مدينة رام الله الفلسطينية.

وفيها قضى فترة طفولته الأولى، لمدة 11 سنة، قبل أن تهاجر أسرته إلى خارج فلسطين.

انضم مشعل إلى الجناح الفلسطيني من جماعة الإخوان المسلمين عام 1971، وقاد التيار الإخواني الفلسطيني في جامعة الكويت تحت اسم "كتلة الحق الإسلامية".

مشعل الملقب بـ "أبو الوليد" أحد مؤسسي حركة حماس، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه.

وفي 23 مارس/ آذر 2004، تم تعيينه قائدا لها بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين.

ويعد من دعاة التوجه العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو من أوائل الذين تبنوا مفهوم إعادة خيار الكفاح المسلح في التعامل مع الاحتلال.

وذلك بعد سلسلة الإخفاقات التي شهدها مسار التسوية على طاولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، تحديدا بعد تصفية كبار قادة المقاومة على رأسهم الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. 

ويوصف "أبو الوليد" بأنه بارع في صوغ المواقف الحاسمة لحركته بعبارات منطقية ومعتدلة. ويطلق عليه الصلب المرن، وأنه محاور لا يوصد الباب، وذو حجة دامغة. 

ويظل مشعل من المطلوبين دائما لجهاز الموساد الإسرائيلي، وفي 25 سبتمبر/أيلول 1997، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في الأردن، على يد عملاء الاستخبارات الإسرائيلية. 

ومع ذلك لا يغفل أن قيادة مشعل لرئاسة المكتب السياسي لحماس، لا يحظى بترحيب إيران.

لارتباط اسمه بمحاولة دفع الحركة بعيدا عن التحالف مع طهران، ورؤيته بزيادة توجه الحركة نحو المحور السني أكثر تحديدا تركيا وقطر والسعودية.

إلى جانب ذلك تعد إقامته الطويلة خارج قطاع غزة، أفقدته الاتصال بالقيادات صاحبة الثقل في الجناح العسكري لحماس.

خليل الحية 

ومن المرشحين ذوي الثقل لتسلم راية المكتب السياسي لحركة حماس في هذا التوقيت العصيب، الدكتور خليل الحية. 

والحية (63 عاما) من الذين أداروا خلال سنوات طويلة ملف المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" والاحتلال لإبرام صفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة.

وبالتطرق إلى مسيرته الحياتية والسياسية، فإن اسمه بالكامل خليل إسماعيل إبراهيم الحية، ويلقب بـ "أبو أسامة".

ولد في قطاع غزة يوم 5 نوفمبر/ تشرين الأول 1960، وتلقى تعليمه هناك، حيث درس أصول الدين في الجامعة الإسلامية، وتخرج فيها عام 1983.

بعدها غادر إلى الأردن وواصل دراسته في مجال الدين والشريعة لمدة ثلاث سنوات، ليحصل على درجة الماجستير في مجال السنة وعلم الحديث عام 1986.

ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الخرطوم بالسودان، في مجال العلوم الإسلامية عام 1997.

شارك الحية في تأسيس "حماس" عام 1987، ويصنف ضمن تيار الصقور في الحركة. وكان من المقربين من الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة وزعيمها حتى استشهاده.

إداريا شغل خليل الحية عدة مناصب سياسية من بينها نائب في المجلس التشريعي وممثلا لحماس.

كما شغل منصب نائب رئيس الحركة في غزة ورئيس مكتبها الإعلامي، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية.

تعرض لمحاولات اغتيال على يد الاحتلال، وبالرغم من نجاته في كل مرة، إلا أنه فقد خلالها أفرادا من عائلته، وكانت المرة الأولى في 2007 والثانية في 2014.

يذكر أنه في 21 فبراير/ شباط 2022، نشر مركز "القدس لشؤون الدولة والعامة" العبري، تقريرا عن صعود نجم خليل الحية في المصفوفة القيادية لحماس. 

وقال: "إن الحية أصبح ضمن المراكز الخمسة الأولى في قيادات الحركة بالخارج كمقدمة لانتخابه زعيما". 

موسى أبو مرزوق 

الذي يثقل ملف القيادي موسى أبو مرزوق ليخلف هنية أنه كان أول رئيس مكتب سياسي لحماس حيث شغل المنصب لأربع سنوات منذ 1992 إلى 1996. 

وكان أبو مرزوق (73 عاما) من الشخصيات المقربة بقوة من إسماعيل هنية، ويشغل حاليا منصب النائب الثاني لرئيس المكتب السياسي.

كذلك هو الوحيد في إطار الهيكل التنظيمي لقيادات الحركة في الخارج ممن ينحدرون من قطاع غزة مباشرة. 

وعن حياته هو موسى محمد محمد أبو مرزوق، ولد في مخيم رفح جنوب غزة عام 1951.

درس تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، ثم انتقل إلى مصر، حيث تخرج في جامعة حلوان عام 1975، تحديدا من كلية الهندسة الميكانيكية قسم هندسة إنتاج.

أكمل بعد ذلك دراسته العليا في الولايات المتحدة وحصل على درجة الماجستير في إدارة الإنشاءات عام 1984. ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية عام 1992.

يعد أبو مرزوق أحد أبرز كوادر وقيادات ومؤسسي حركة حماس، وقد بدأ نشاطه في مجال العمل الدعوي الإسلامي منذ نهاية ستينيات القرن العشرين.

وأسهم في إنشاء أول مجموعات العمل الإسلامي في مدينة رفح والتحقت بنظيرتها في غزة.

وينسب لـ"أبو مرزوق" أنه من مؤسسي الجامعة الإسلامية بغزة، وهو عضو هيئة الإشراف فيها.

ومن المواقف التاريخية المهمة في حياة القيادي الحمساوي، أنه أعاد تنظيم صفوف الحركة بعد اعتقال الاحتلال لقياداتها ومعظم كوادرها عام 1989.

وموسى أبو مرزوق من الشخصيات التي لها باع طويل في التفاوض وإدارة الملفات الدولية. 

ففي عام 2012 غادر سوريا، ليتنقل بعدها في الإقامة ما بين مصر وقطر وفلسطين.

وهو الذي ترأس وفد حماس في حوارات القاهرة الخاصة بالمصالحة الفلسطينية منذ عام 2009 وحتى بعد إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني عام 2014.

وخلال الانتخابات الداخلية لحماس التي جرت في 6 مايو/ أيار 2017 كان "أبو مرزوق" ضمن ثلاثة من القادة هو وإسماعيل هنية ومحمد نزال.

وقد انتخب مجلس شورى الحركة آنذاك هنية رئيسا، ثم اختار أبو مرزوق عضوا في المكتب السياسي للحركة. 

يحيى السنوار 

لم يستبعد اسم يحيى السنوار (61 عاما) من قائمة المرشحين لخلافة هنية، رغم ظروفه العصيبة. 

فـ "السنوار" الذي بات كابوسا للإسرائيليين، تصفه المصادر أنه أيقونة المقاومة، وهو يشغل حاليا منصب رئيس الحركة داخل غزة.

وله تأثير قوي لما يتمتع به من سيطرة على الجناح العسكري، لا سيما أنه يعد مهندس عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما جعله على رأس المطلوبين لإسرائيل.

وعن حياته هو "يحيى إبراهيم حسن السنوار" الملقب بـ "أبو إبراهيم"، ولد في أكتوبر 1962 في مخيم "خانيونس" بغزة.

عائلته تعود أصولها إلى مجدل عسقلان المحتلة، الواقعة جنوب الأراضي الفلسطينية.

درس في مدارس المخيم وأنهى دراسته الثانوية فيها ثم التحق بالجامعة الإسلامية ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية.

وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، التي تحول اسمها أواخر عام 1987، إلى حركة "حماس".

وخلال دراسته الجامعية، ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان وقتها. وأسس السنوار الجهاز الأمني التابع للجماعة الذي عُرف باسم "المجد"، عام 1985.

وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة عملائه من الفلسطينيين والتخلص منهم.

حتى إن تقارير تتحدث عن أن السنوار كان يقتل بعضهم بنفسه، وفق صحيفة معاريف العبرية في فبراير/ شباط 2017.

وأصبحت علاقته بمؤسس حماس الشيخ الراحل أحمد ياسين قوية جدا، فقد اتفقا على تأسيس جهاز "مجد" الأمني معا.

قضى السنوار 23 عاما متواصلة داخل سجون الاحتلال حتى تحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط" أو "وفاء الأحرار" وجرت برعاية مصرية.

وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".

وفي عام 2015، عينته حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام.

وفي 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.

ولكن ما يحول دون قيادة السنوار المكتب السياسي للحركة أن إسرائيل وضعت اسمه على رأس قائمة المطلوبين.

وهو الأمر الذي يحول دون توليه لأي مناصب إلى جانب صعوبة الاتصال والتواصل معه.

أسامة حمدان 

يطرح اسم أسامة حمدان (59 عاما) كأحد الخلفاء المحتملين لهنية، خاصة أنه أحد القادة السياسيين البارزين بالحركة.

وولد عام 1965 في غزة لعائلة من اللاجئين الذين هجروا خلال النكبة عام 1948 من شرق المجدل (عسقلان).

ثم نزحوا عام 1967 إلى خارج الأراضي المحتلة، حيث أكمل دراسته الثانوية في الكويت والجامعية بالأردن، قبل أن يمثل حركة حماس في إيران ثم بيروت.

حمدان حاليا هو عضو المكتب السياسي للحركة، ومسؤول العلاقات الدولية فيها، وممثلها في لبنان.

ما يثقل ملفه أنه محسوب بقوة على تيار إيران في حماس، وقد يكون له دور كبير في فترة الانتقال الحالية نظرا لعلاقاته القوية في المنطقة.

وعمل حمدان في المكتب السياسي لحماس في طهران، ثم مساعدا لممثل حركة حماس في إيران عماد العلمي في الأعوام من 1992 إلى 1993، وأصبح الممثل الرسمي لحركة حماس في طهران بين 1994 إلى 1998.

ويقود حمدان الملف الإعلامي لحماس بقوة، حيث إنه يعد اليوم الناطق الرسمي باسم حماس في أعقاب معركة طوفان الأقصى.

زاهر جبارين 

وينضوي "زاهر جبارين" (55 عاما) ضمن النخبة القيادية المؤهلة لتسلم راية الحركة خلفا للراحل إسماعيل هنية.

وما يميز "جبارين" أنه من الشخصيات التي تتميز بقوة وصلابة، خاصة في ظل استمرار العدوان على غزة والتصعيد الإسرائيلي.  

وجبارين حاليا يشغل منصب عضو المكتب السياسي، ونائب رئيس حماس في إقليم الضفة الغربية للدورة التي بدأت عام 2021، ومن المفترض أن تستمر إلى عام 2025.

وولد زاهر جبارين في 1968 بقرية سلفيت في الضفة الغربية، ودرس الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح بنابلس. 

ويحمل جبارين تاريخا نضاليا حافلا، فمع تأسيس حماس عام 1987، انضم إلى الحركة ويعد من مؤسسي جناحها العسكري.

ففي أيام دراسته قام بتجنيد كثير من الطلاب في صفوفها، وخلال الانتفاضة الأولى كان مسؤولا عن توزيع الإعلان المنشور لحماس في الضفة الغربية.

وتم اعتقاله عدة مرات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وما بعدها. وكان مسؤولا عن عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال في التسعينيات.

ومن المثير أن جبارين هو من قام بتجنيد المناضل الفلسطيني الشهير المهندس يحيى عياش، الذي نفذ هجمات كبيرة ضد الإسرائيليين في التسعينيات واستخدم مهاراته في تجميع العبوات الناسفة القادرة على إحداث دمار هائل.

ومما يدل على خطورته أن الشاباك الإسرائيلي اعتقله وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ومن المهارات الخاصة لجبارين إلمامه الكامل باللغة العبرية، حتى إنه خلال الأعوام التي قضاها في السجن، قام بترجمة عدد من الكتب السياسية والأدبية من العبرية إلى العربية.

وخرج جبارين من السجن بموجب صفقة شاليط لتبادل الأسرى عام 2011، والتي خرج فيه السنوار أيضا.

ثم أبعد إلى خارج فلسطين، واستقر في تركيا، لكنه سرعان ما عاد إلى النشاط المكثف في صفوف حماس. 

وكان مقربا من القيادي الراحل صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي استشهد في لبنان)، وعمل معه جنبا إلى جنب للتخطيط وتوجيه الهجمات في الضفة الغربية.