"انتقام لغزة وتأديب لترامب".. هكذا علق ناشطون على حرائق الولايات المتحدة

“أليست نفس المشاهد التي رأيناها في مستشفي الشفاء وكمال عدوان!”
امتدت الحرائق التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية إلى مدينة برونكس في ولاية نيويورك، ونالت ثلاثة مبان سكنية، بفعل رياح قوية بلغت سرعتها ما بين 20 إلى 30 ميلا في الساعة، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص.
الحريق الذي شهدته ولاية نيويورك في 10 يناير/كانون الثاني 2025، التَهَم مربعا سكنيا يضم أكثر من 150 شقة، وجاءت بعد وقت قصير من حريق مشابه شهدته ولاية كاليفورنيا، ومازالت مستمرة لليوم الخامس على التوالي ملتهمة عددا من ضواحي ثاني أكبر المدن الأميركية.
وصرحت إدارة الإطفاء في نيويورك، أن نحو 200 رجل إطفاء يشاركون في جهود السيطرة على الحريق، موضحة أن المباني المتضررة تضم بين 150 إلى 160 شقة سكنية، وأسفر الحريق عن إصابة خمسة من رجال الإطفاء واثنين من المدنيين.
ولا تزال 3 حرائق خارجة عن السيطرة ومن بينها حريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو في غرب لوس أنجلوس، فيما أسفرت الحرائق عن مقتل 11 شخصا على الأقل، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات.
كما تسببت في نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص، وتدمير ما يصل إلى 10 آلاف مبنى، بما في ذلك أحياء سكنية بأكملها -بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا-، واحترق ما لا يقل عن 35 ألف فدان من الأراضي، وهي مساحة تبلغ حوالي ضعف ونصف مساحة مانهاتن.
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا، في كلمة من البيت الأبيض؛ ألقاها في 10 يناير، إن الحرائق المدمرة حولت لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا إلى ما يشبه ساحة حرب، مؤكدا وقوع أعمال نهب في المدينة.
وقال إن الحرائق في لوس أنجلوس تذكره بمشاهد حرب، حيث تتعرض أهداف للقصف، وإن هناك أدلة واضحة على وقوع أعمال نهب، وسط الفوضى التي تسببت فيها الكارثة، منددا باستغلال هذه الحرائق لترويج ما وصفها بمعلومات مضللة.
ويشار إلى أن حرائق أميركا المتتابعة اشتعلت في أعقاب تحذير الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، من أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين مازالوا محتجزين في غزة بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير، فإن "الجحيم سيندلع في الشرق الأوسط".
وقال خلال تصريحات في منتجعه مار إيه لاغو بولاية فلوريدا في 7 يناير 2025: "لن يكون هذا جيدا لحماس ولن يكون جيدا، بصراحة، لأي شخص، سيندلع الجحيم، ولا داعي لقول المزيد، لكن هذا هو الأمر".
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من المباني المتضررة في المدن الأميركية الكبرى، وأخرى توثق حالة الدمار التي خلفتها الحرائق وغيرها لعمليات نزوح وهروب.
وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي “إكس” ,"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نيويورك_تحترق، #لوس_انجلوس، #حرائق_كالفورنيا، #حرائق_لوس_أنجلوس، #حرائق_أمريكا، أكدوا أن ما تشهده أميركا من كوارث طبيعية عدالة إلهية، وانتقاما منها على جرائمها.
وأرفق ناشطون صورا لما خلفته الحرائق بأخرى لما أسفر عنه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والمدعوم من الإدارة الأميركية والذي ارتقى جراءه أكثر من 46 ألف شهيد، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة بغزة وتدمير كامل للبنى التحتية.
وعيد الله
وتفاعلا مع الأحداث، استحضر ناشطون آيات من القرآن الكريم تتحدث عن قدرة الله على تسخير الرياح والنار وغيرها من الآيات التي تتوعد الظالمين، ويرون أن "حرائق أميركا رسالة إلهية وتحذير للمستكبرين على الأرض".
واستشهدت الأكاديمية ناهد مطر، بقول الله تعالى في الآية 266 من سورة البقرة: "فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون"، مشيرة إلى اشتعال الحرائق في نيويورك، بينما لم تنطفئ حرائق كاليفورنيا.
ورأت أن "الحرائق في كاليفورنيا تتطور إلى ما يعرف بالعافية النارية حيث تلتقي العواصف الجافة مع الحرائق الضارية"، قائلة: "فلوريدا، ثم عاصمة السينما العالمية، التي تعد أكبر مدينة للفحشاء في العالم، لوس أنجلوس!".
وذكرت مطر، بقول ترامب: "لو لم يرد الأسرى فسنحرق الشرق الأوسط، وبعد يومين أحرقت هذه المدينة بهذا المشهد المهيب"، مشيرة إلى أن "فلوريدا حدث لها إعصار منذ أسابيع قريبة تسبب بدمار اقتصادي مهوول".
ورصدت عدد من العبر مما حدث، ومنها أن هناك من حزن من علو أميركا، فنظر لقوتهم، فذكرهم الله بقوته، وأن الذي تفعله أشر قوى بالعالم بعام، يمكن لله تنبيههم به في يوم، وأن ليس في الأرض من دعم الذي يحدث لإخواننا أكثر من الأميركان، فانظر ماذا يحدث لهم اليوم.
وأوضحت أن من العبر أيضا: "لا تغتر بحلم الله عليك مع معصيتك، فإن عذابه يأتي بغتة بدون مقدمات، وهذه آية وراء آية لهؤلاء لعلهم يرجعون إلى الله هم ورئيسهم المتغطرس، وهذا شيء من سنن الله الكونية بالقرى الظالمة، فكيف بما حدث في السابقين!!".
كما ذكر رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، بقول الله تعالى في سورة فصلت: "فأَما عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة ۖ وَكَانُوا بآياتنا يجحدون".
وتساءل الصحفي يوسف الدموكي: "ما التعارض بين أن يكون الحدث ذاته كارثة طبيعية، وانتقاما إلهيا؟"، موضحا أن "الكارثة الحقيقية أن تجنّب قدرة الله بينما تعزز فعل الطبيعة، خاصة أن لديك من القرائن في القرآن ما يؤكد تسخير الله لآياته في الكون لأخذ القرى وهي ظالمة".
وأشار إلى أن "القرآن مذكور به ما يحاول البعض فعله، بين من قالوا هو عارض ممطرنا"، وتوكيد الله: "بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذابٌ أليم".
وقال: “لا شك أن بينهم من يحرقه قلبه على غزة، وبينهم من لا ناقة له ولا جمل، وبينهم من آمن بالله، فتكون الآية كلها عقابا للقرية، وبلاء للصالحين فيها”
عدالة إلهية
وتحت عنوان "عدالة السماء"، تساءل الأكاديمي رضا عبدالسلام: "من جحيم الغزاويين لجحيم الأميركيين.. إلى جحيم ترامب؟! ولكن من سيدفع الثمن؟!".
ورأى أن "ما تشهده أميركا من جحيم الحرائق (كاليفورنيا ولوس أنجلوس) بمعدل لم يحدث من قبل يثير التساؤل، خاصة بعد تهديد ترامب بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى جحيم من أجل عدد من المحتلين لأرض فلسطين"، متسائلا: “ما أهمية هذه الرسالة وفي هذا التوقيت؟! وما هي الدروس المستفادة؟!”
وقال أحد المغردين: "لم تحتج لوس أنجلوس ونيويورك سنوات من الوقت ولا حتى لآلاف من الطائرات وأطنان من الأسلحة ليتم مسحها كغزة، وإنما احتاجت فقط لتدخل من رب العالمين، ليرسل جُندا من جنوده (حريقا ورياحا قوية)، مشيرة إلى أنه "حتى الآن مُسحت عشرات الأحياء منها بشكل كامل".
وكتبت المغردة نجوى: "أميركا تحترق.. الله أكبر ولله الحمد.. بعد حرائق لوس أنجلوس حرائق الآن في نيويورك.. والرياح تصعب عملية الإطفاء.. سبحانك ربي ما أعدلك.. اللهم زد في حرائقهم.. اللهم أشغلهم في أنفسهم واكف المسلمين شرهم .. آمين".
وسخرية واستهزاء بتهديد ووعيد الرئيس الأميركي الجديد، قال عضو اتحاد المحامين العرب خالد المصري: "يشاء ربك بعد ساعات من تهديد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إذا لم يتم إخلاء سبيل الأسرى الصهاينة أن تنتشر الحرائق بشكل مذهل في الغابات الأميركية وتمتد إلى الولايات المأهولة بالسكان منها ولاية لوس أنجلوس".
وأشار إلى أن "الحرائق وصلت لمدينة هوليوود مدينة الفن والمال وبدأ سكانها من أعلى الطبقات الاجتماعية أصحاب الثراء الفاحش في ترك قصورهم بعد أن طالها الحريق"، قائلا: "سبحان الله يقوم بتهديد الضعفاء والعزل بالجحيم فيأتيهم الجحيم من رب السماء ومن حيث لا يحتسبون لأعلى فئات المجتمع ثراء".
وخاطب حسن محسن، ترامب متسائلا: "من أنت يا ترامب لتجعل الشرق الأوسط جحيما، أنت ضعيف حقير مخلوق ضعيف".
وقال: "عندما يجتمع الإعصار مع النار إنها قوة الله عزوجل"، مستشهدا بقول الله تعالى: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
وأشار رئيس لجنة الحريات والدفاع عن الأسرى كمال الخطيب، إلى أن “ترامب ظل يهدد ويتوعد غزة وأهلها بالجحيم”، مذكرا بأن “الجحيم هو اسم من أسماء يوم القيامة”.
وقال: "ها هو ترامب وبايدن وأميركا والدنيا كلها ترى النار والجحيم التي تأكل لوس أنجلوس ثاني أكبر مدينة في أميركا بعد نيويورك".
وأضاف الخطيب: “يهدّدون أهل غزة بالجحيم فإذا بالجحيم يحرقهم.. اللهم إن أميركا قد استعلت علينا بقدرتها على ضعفنا فأَرِنا فيها قدرتك يا رب العالمين.. أحسنوا الظن بربكم.. نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.”
انتقاما لغزة
واستحضارا لمشاهد مشابهة لما خلفته الحرائق في أميركا، بما خلفه العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا على غزة، عرض الكاتب أدهم شرقاوي، مقاطع فيديو من إخلاء المستشفيات في كاليفورنيا بسبب الحرائق، متسائلا: “أليست نفس المشاهد التي رأيناها في مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان!”.
وعرض حساب "نحو الحرية"، فيديو ساخر لفلسطيني يقول: ""مرحبا لوس أنجلوس، هل تتساءلون لماذا صنابير إطفاء الحريق لديكم جافة؟ هل تشعرون بالفضول أين ذهبت ضرائبكم وأموالكم؟ فريقنا من الخبراء الفلسطينيين سيساعدكم في عملية النزوح، نعرف كيف يكون الشعور بالإخلاء من منطقة إلى أخرى أو فقط لتجد نفسك تحت النار مرة أخرى".
وأكد الكاتب الفلسطيني خالد صافي، أن “الله عندما يرسل بالآيات إنما يرسلها تخويفا للناس وتطمينا لعباده الصالحين أنهم على الحق فيثبتوا”.
وقال: "بعدما رأينا ما حل بأميركا من دمار وخراب وحرائق في يوم وليلة أيقنا أن الحق مع أهل غزة وأن الله من فوق سبع سماوات يؤيدهم ويخفف من مصابهم..".
وعطفا على ذلك، عرض صورا بالأقمار الصناعية عالية الجودة لكاليفورنيا قبل وبعد الحرائق تظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بالبلاد.