كيف سترد إيران على اغتيال هنية؟.. هذه السيناريوهات المحتملة

a month ago

12

طباعة

مشاركة

بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، إسماعيل هنية، طُرحت العديد من السيناريوهات المحتملة لرد إيران على هذه العملية الإسرائيلية، وتأثيرها على المنطقة.

وفجر 31 يوليو 2024، اغتيل هنية في مقر إقامته في طهران، بعد ساعات من حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد، مسعود بزشكيان.

فرضيات مفتوحة

وقال موقع "أتلانتيكو" الفرنسي إن "المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمر بعد اغتيال هنية، بهجوم مباشر على إسرائيل".

ولفت إلى أنه "بعد اغتيال هنية في طهران، أعلنت إسرائيل اغتيال القائد العسكري لحماس في غزة، محمد الضيف، ولكن الحركة لم تؤكد ذلك بعد". 

علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى "مقتل فؤاد شكر، أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، جراء غارة جوية في لبنان". 

كما ورد أن "قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زاده، قُتل خلال هجوم في دمشق". 

ونقلا عن صحيفة “نيويورك تايمز”، ذكر الموقع الفرنسي أن "القادة العسكريين الإيرانيين يفكرون في استخدام طائرة بدون طيار وهجوم صاروخي على أهداف عسكرية قرب تل أبيب وحيفا". 

وفي هذا الصدد، حدد "أتلانتيكو" كيف سيكون الرد الذي وعد به خامنئي تجاه إسرائيل، واضعا عدة فرضيات محتملة.

وتتمثل الفرضية الأولى، والتي أسماها الموقع بـ"الرد الرئيس"، في "رد يمكن أن يكون مشابها تماما لذلك الذي نفذته إيران قبل بضعة أشهر، والذي اخترق القبة الحديدية جزئيا".

ووفق الموقع، سترغب طهران في إظهار قدرتها على تجاوز الخط الأحمر الذي لم يُتجاوز قط في العقود الأخيرة؛ وهو هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية ضد إسرائيل. 

وبهذا الشأن، قال إن "مثل هذه الأعمال لم ينفذها من غزة ولبنان واليمن والعراق إلا حلفاء إيران".

ولذلك، يرى الموقع أن "الأمر يبدو أكثر منطقية لأن الأرض الإيرانية هي المستهدفة في اغتيال هنية". 

ويتوقع أن يكون هذا الرد مشابها للمرة السابقة ولكن ربما بدرجة أقل حدة.

استغلال الخليط 

أما الفرضية الثانية فتتمثل -بحسب "أتلانتيكو"- في الهجوم على المصالح الإسرائيلية، مثل تلك المنسوبة إلى إيران فيما يتعلق بالسفارة أو حتى التحالف الإسرائيلي في الأرجنتين أوائل التسعينيات.

ومن وجهة نظره، فإن هذا السيناريو معقد للغاية، لأن التمثيل الإسرائيلي في الخارج يخضع بالفعل لمراقبة وثيقة للغاية. 

وبالنسبة للفرضية الثالثة، قال الموقع إن "الرد الإيراني سيكون الضربة المستهدفة، حيث يمكن لها أن تستفيد من مساعدة الفلسطينيين أو اللبنانيين ضد إسرائيل". 

وأوضح تسميته لها بـ"الضربة المستهدفة" لكون هذه الضربة ستستهدف مبنى إسرائيليا رسميا. 

وستكون الرسالة المرسلة بمثابة رد مباشر على اغتيال هنية، وهو شخصية رسمية على الأراضي الإيرانية في إطار حدث رسمي، على حد قول “أتلانتيكو”.

علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أنه "بفضل الحلفاء الحوثيين، يمكن استهداف سفينة تجارية إسرائيلية أو مملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر أو المحيط الهندي".

وبشكل عام، يذهب إلى أن "كل الفرضيات تبقى مفتوحة في سياق الرد الإيراني بعد اغتيال هنية".

وكرد آخر على ما فعلته إسرائيل، قال "أتلانتيكو" إنه "وفقا لمصادر استخباراتية، يمكن للأجهزة الإيرانية، عبر وكلاء، مهاجمة رياضيين إسرائيليين أو أهداف يهودية ضمن ألعاب الأولمبياد في فرنسا".

وفي هذا الصدد، أكد على أن "الإيرانيين قد أظهروا أنه ليس لديهم أي مخاوف عندما عارضوا فرنسا في الثمانينيات، من خلال العديد من الهجمات والاختطاف والاغتيالات وما إلى ذلك". 

جدير بالذكر أنهم اتخذوا حينها الاحتياطات اللازمة للعمل عبر "الوكلاء" حتى لا يتحملوا مسؤوليتهم المباشرة.

علاوة على ذلك، سلط الموقع الفرنسي الضوء على أن "إيران تقدم نفسها على أنها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية في الغرب، قبل الجزائر مباشرة ثم تركيا".

وفي غضون ذلك، خلص إلى أنه "ليس من مصلحة إيران أن تتحرك في باريس ضد الوفد الإسرائيلي، حيث لديهم سفارة ووفد إلى الألعاب الأولمبية".

إهانة سياسية

وحذر الموقع من أن "الضربات في بيروت وطهران يمكن أن تؤدي إلى إغراق إسرائيل وإيران في دورة خطيرة من التصعيد مع تزايد خطر نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط بشكل حاد".

وعلى غرار ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، إلى جانب تجاوز إيران الخط الأحمر بمهاجمتها الأراضي المحتلة، أكد الموقع على أنه "من الممكن حدوث مفاجآت إستراتيجية غير متوقعة".

واستطرد: "المعيار المهم هنا هو أن إيران دولة مستقلة أو شبه مستقلة، حتى لو كانت تتمتع بدعم اقتصادي وعسكري من روسيا والصين". 

وفي مقابل ذلك، رغم تمتع إسرائيل بقوة تكنولوجية وعسكرية، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة. 

وفي هذا الصدد، لفت الموقع الفرنسي الأنظار إلى أن "القادة الأميركيين لا يريدون التورط بشكل أكبر في حرب إسرائيل على غزة، لأنهم يتعاملون بالفعل مع الحرب في أوكرانيا". 

وبالنظر إلى الواقع، فإن الديمقراطيين يواجهون مشكلتين بالفعل؛ الأولى هي أن الجناح اليساري للحزب يعارض بشدة ما يحدث في قطاع غزة من إبادة، والثانية تتعلق بدونالد ترامب الذي يقدم نفسه على أنه مرشح السلام. 

وبحسب الموقع، إذا فشلت كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية البديلة عن جو بايدن، في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء العدوان على غزة، فستظهر أنها عاجزة وستخسر الانتخابات. 

وبشكل عام، يرى الموقع الألماني أنه "ليس لأي من الأطراف المعنية مصلحة في بدء حرب شاملة، وأول من لا يريد ذلك هي الولايات المتحدة التي لديها هواجس داخلية وخارجية كثيرة أخرى".

وتساءل "أتلانتيكو" عن “ما هو واقع الوسائل المتاحة لإيران اقتصاديا وعسكريا في إطار الرد على إسرائيل؟”

وردا على ذلك، قال إن "إيران لا تمتلك الوسائل اللازمة لشن حرب تقليدية، لكن نظرة واحدة على الخريطة توضح أن هذا ليس هو ما تدور حوله الحرب، فإسرائيل لن تغزو إيران وإيران لن تغزو إسرائيل". 

وذكر الموقع أن "المعدات الكلاسيكية للجيوش الإيرانية الثلاثة -البرية والجوية والبحرية- عفا عليها الزمن تماما، حيث يبلغ عمرها -رغم التحسينات- أكثر من 40 عاما".  

وتابع: “الأهم من كل ذلك، فإن الدخول في حرب مع إسرائيل لا يبشر بالخير بالنسبة للوضع في غزة، والذي سيستمر بنصيبه من المعاناة”.

ونوه إلى أن "القائد السياسي الأعلى لحركة حماس الذي اغتيل ليس إيرانيا، وبخلاف كون اغتياله على أراضيها يُعد إهانة سياسية لها، إلا أن طهران عاشت معه بعض الخلافات عندما دعمت حماس معارضي رئيس النظام السوري بشار الأسد على سبيل المثال".

ولذلك، ذهب الموقع الفرنسي في النهاية إلى أن "إيران ليست مستعدة تماما لحرق أوراقها كاملة انتقاما لاغتيال زعيم فلسطيني".