لم تكتف باغتيال هنية.. إسرائيل تقتل صحفيين ذهبا لتصوير بيت أبو العبد في غزة
"كم على الحركة الصحفية أن تدفع من دم أبنائها حتى يسمع المجتمع الدولي المستبد صرختنا؟"
في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، استهدف الاحتلال الإسرائيلي سيارة مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهادهما على الفور.
في 31 يوليو/تموز 2024، أعلنت “الجزيرة” اغتيال قوات الاحتلال الغول والريفي، في قصف استهدفهما أثناء وجودهما في سيارتهما بجوار منزل الشهيد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، المدمر في مخيم الشاطئ غربي غزة.
وأوضحت أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت بشكل مباشر تجمع الصحفيين أمام منزل الشهيد هنية المدمر، موضحة أن رأس الزميل الغول انفصل عن جسده بسبب الاستهداف المباشر.
وبذلك ينضم اسمان جديدان لقائمة الإجرام الإسرائيلي بحق الصحفيين والصحفيات، إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين خلال العدوان على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 165 صحفيا وصحفية.
وأعرب صحفيون وكتاب وإعلاميون عن جام غضبهم من تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين، وتكراره لارتكاب هذه الجريمة لدورهم الفعال في فضح جرائمه بحق الشعب الفلسطيني التي يسعى للتكتم عليها.
واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #إسماعيل_الغول، ارتكاب الاحتلال لجرائمه بحق الصحفيين على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي.
إجرام الاحتلال
وتفاعلا مع المشهد، ترحم الصحفي قدامى خالد، على الغول والريفي، قائلا إن هذا هو دين الاحتلال الصهيوني المجرم، لا يفرق بين أي أحد من أبناء شعبنا الفلسطيني، ويغتال الصحفيين الشهود على جرائم هذا العدو الجبان.
من جانبه، أكد راغب حرب أن الاحتلال الإسرائيلي كان يستهدف الصحفيين وعائلاتهم، ليس خوفا من نقل الحقيقة للمجتمع العربي، وإنما خوفا من نقل الحقيقة للمجتمع الإسرائيلي والغربي الذي فقد ثقته في الإعلام العبري.
ولفت عدي حيلوة، إلى أن العدو يرتكب مجزرة بحق الصحفيين وبحق الإنسانية جمعاء، مؤكدا أن الاحتلال يريد طمس الرواية الفلسطينية وإعدام وجه الحقيقة بقتله الزميل الصحفي أنس الغول وطاقم الجزيرة.
بدوره، أشار العوافي الطيب، إلى أن الشهيد إسماعيل الغول فُصل رأسه عن جسده بفعل صاروخ موجه من طائرة مسيرة، مؤكدا أن هذا دليل على نازية ووحشية وإرهاب الاحتلال، وسعيه لتكميم أفواه الصحفيين لأنهم أزعجوا الكيان المحتل الذي أصبح منبوذا.
وأكد مقداد التميمي، أن جيش الاحتلال قتل صحفي الجزيرة إسماعيل الغول مع صحفي آخر في غزة عمدا كما قتل العديد من الصحفيين، قائلا إن دماء هذا الصحفي التي أريقت ظلما ومن معه في رقبة نتنياهو وفي رقبة بايدن وبلينكن والكونغرس الذي صفق بحرارة لقاتل الصحفيين وفي رقبة أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ولفت أحمد حجازي، إلى أن الاحتلال بعدما استهدف الأطفال كعادته يستهدف الصحفيين وخاصة أبناء تليفزيون الجزيرة، لأنه لا يريد انتشار حقيقة ما يفعله من جرائم.
ووصف الصحفي ياسر أبو هلالة، الاحتلال الإسرائيلي بالعدو المجرم، مشيرا إلى أنه لا يوقر إنسانا فلسطينيا طفلا أو امرأة سياسيا أم صحفيا.
وأعاد نشر آخر تقرير للغول عنونه بـ"مخيم الشاطئ يودع إسماعيل هنية من فوق أنقاض منزله"، قائلا: "رحمك الله وانتقم من قتلتك ومن تواطأ معهم".
وحث مهدي البوسعيدي، إلى النظر لبشاعة المجرم الذي لا يحترم أطفالا ولا نساء ولم يقم وزنا لحقوق الصحفيين ولا البروتوكولات الدبلوماسية لأنه مجرد تكتل إجرامي منسلخ من كل المبادئ والقوانين.
صمت مستنكر
من جهته، استهجن الإعلامي أحمد منصور، مواصلة إسرائيل ذروة طغيانها وجرائمها دون رادع أو وازع أو اهتمام بأحد، مع دعم أميركي غربي، وصمت عربي إسلامي، مبشرا إلى أن ذروة الزهو والطغيان الإسرائيلي تعني اقتراب نهاية الحلم الصهيوني.
وأشار إلى أن إسرائيل ضربت خلال أقل من 24 ساعة في إيران ولبنان مع تصعيد جرائمها في غزة والضفة، ولأن الصحفيين هم من يفضحون جرائمها فقد استهدفت الزميلين إسماعيل الغول مراسل الجزيرة والمصور رامي الريفي أثناء تغطيتهما من غزة لانعكاسات اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وتساءل الصحفي محمد الدلوي: "كم على الحركة الصحفية أن تدفع من دم أبنائها حتى يسمع المجتمع الدولي المستبد صرختنا؟ كيف سنقنع أنفسنا بأن هناك قوانين دولية ناجعة ونافذة؟"، قائلا: "أوقفوا قتل الصحفيين".
وتساءلت الباحثة فردوس إحسان: “إلى متى سيستمر الاحتلال الوحشي الملعون في جرائم الإبادة وقتل واغتيال الصحفيين والمدنيين والقادة بدون حسيب ورقيب؟ إلى متى سيظل يفلت من العقاب على جرائم الحرب التي يرتكبها في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي؟”
وعرض الإعلامي فايد أبو شمالة، مقطع فيديو لمركبة الصحفيين الشهيدين الغول والريفي التي قصفها الاحتلال، متسائلا: “هل كان هذا هدفا عسكريا يستحق أن يقصفه الاحتلال المجرم؟ هل أفلس الاحتلال ولم يعد في بنك أهدافه إلا اغتيال الصحفيين الأبطال رجال الحقيقة ورسل الإنسانية؟”
وتساءلت الصحفية منى العمري: "من ينتصر للصحافة وللصحفيين؟"، قائلة: "ننقل الحقيقة حتى يعرف الناس وأولهم أبناء شعبنا، والمعرفة أولى خطوات الحرية، ونوصل الرسالة لأننا أصحاب قضية عادلة عليها أن تعيش، يُغتال الصِّحفيّ فيخرج من خلفه مئات الصحفيين ليقولوا التغطية مستمرة".
وأضافت أن هذا عظيم وواجب، لكن تكرار الأمر أفرغ المشهد من مضمونه، مؤكدة أن خطاب الرسالة عظيم، لكن هل بات الموت جزءا من المهنة؟ لماذا أصبح اغتيال الصحفيين رخيصا لهذه الدرجة.
وتابعت العمري: "إن كان ميزان العالم معطوبا في كل شيء، فقتل الصحافيين يجب ألا يكون ضمن هذه الحسبة!".
واستنكر أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، استمرار إجرام ووحشية الصهاينة من غزة إلى بيروت إلى الحديدة إلى طهران!! والعالم بين صامت ومتواطئ وشامت وعاجز.
وأكد الكاتب أحمد عبدالعزيز، أن هذا العدوان الصهيوغربي الوحشي، والخذلان العربي والإسلامي سيصنعان جيلا فريدا من المقاومين لم تعرفه البشرية، وسيكون أشد بأسا على العدو الصهيوني وحلفائه وذيوله من آبائه الذين فقدهم خلال هذه الحرب التي لم يشهد جيلي لها مثيلا.
كلمات الشهيد
واستحضارا لكلمات وروايات الشهيد وتذكيرا بها وإشادة بمهنيته، دعا الكاتب براء نزار ريان، لتذكر أن الغول فقد ثلث وزنه جوعا وأنه لم يكن يستطيع الوقوف على قدميه من قلة الطعام، عارضا تغريدة سابقة له أعلن فيه ذلك خلال رصده لتفاقم المجاعة في غزة.
وأوضحت المغردة نادية، أن آخر لحظات الشهيد الصحفي إسماعيل الغول من أمام منزل الشهيد القائد إسماعيل هنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة قبل أن تستهدفه طائرات الاحتلال برفقة عدد من الصحفيين ويرتقي ويلتحق بركب الشهداء.
وقالت وجدان بوعبدالله: "عرفنا الصحفي الشاب إسماعيل الغول في هذه الحرب، نقل مأساة أهل غزة بتفاصيلها، نقل حجم الخذلان الذي شعر به كل غزي، كان اليوم فوق الركام يتحدث عن اغتيال إسماعيل هنية، بعدها بوقت قصير، استهدفه القاتل ذاته وهو يتنقل في سيارة"، مضيفة: "خذلنا إسماعيل الأول والثاني قُتلا غدراً ونحن نتفرج".
وعرضت المغرد تغريدة رسالة الشهيد اسماعيل الغول إلى صديقه التي قال فيها: "دعني أخبرك يا صديقي بأنني أصبحت لا أعرف طعم النوم جثامين الأطفال والأشلاء وصور الدماء تكاد لا تفارق عيناي صرخات الأمهات وبكاء الرجال وقهرهم لا تغيب عن مسامعي.!! لقد تعبت!!"، قائلة: "كأن العزاء في بيوتنا يا إسماعيل وداعا يا مسك فايح ".
وعرض الناشط خالد صافي، صورة زينة ابنة الغول التي كانت ينتمى والدها أن يراها طوال تسعة أشهر كان فيها ينقل رسالة الحقيقة للعالم.
استشهد الإسماعيلان
وربط ناشطون اسم القائد إسماعيل هنية والصحفي إسماعيل الغول معا، وأوضح الداعية محمد الصغير، أن كليهما من مخيم الشاطئ، ونالا الشهادة في يوم واحد.
وكتب الباحث حذيفة عزام: "مضى الإسماعيلان في يوم واحد إسماعيل الغول إلى جوار ربه وإصبع السبابة يشهد له".
وقال أحمد كامل: "الإسماعيليان اصطفاهما الله لأن الشهادة لا تعطى هكذا إنما يختار الله من يستحقها، ظن الأغبياء أن الغدر ببعض القادة يطفئ المقاومة".
نعي ورثاء
ونعى ناشطون ومراسلون زميلهم الغول والريفي ورثوه وتحدثوا عن مهنيته وثباته وإقدامه وحرصه على نقل واقع غزة ورصد الحقيقة.