ستيف ويتكوف.. ذراع ترامب اليهودية لإنجاز صفقة الأسرى وتسريع قطار التطبيع

يوسف العلي | منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مهامه في البيت الأبيض، بدأ مبعوثه إلى منطقة الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تحركاته بشأن ملف التفاوض للتوصل إلى اتفاق بشأن إيقاف العدوان على قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وسيتسلم ترامب منصبه رئيسا لأميركا في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، بعدما أدارها بين 2017 و2021، وشهدت المنطقة حينها أحداثا كثيرة، لا سيما دفعه دولا عربية للتطبيع مع إسرائيل، واعترافه بالقدس عاصمة للكيان، وانسحابه من اتفاق إيران النووي.

"حليف قديم"

وفي أول مهمة يباشر بها ويتكوف حتى قبل تولي ترامب رئاسة البلاد، تحدث الأخير عن إحرازه تقدما كبيرا، في ملف التوصل إلى اتفاق بخصوص غزة والأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس، معربا عن أمله بإعلان أنباء سارة في هذا الصدد قبل تولي ترامب منصبه.

وصرّح ستيف ويتكوف خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في 8 يناير، قائلا: "أعتقد أننا نحرز الكثير من التقدم، ولا أريد أن أقول الكثير لأنني أعتقد أنهم يقومون بعمل جيد حقا في الدوحة".

وتستضيف الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بوساطة قطرية وأميركية، بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي من شأنه أن يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي 13 نوفمبر 2023، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيين المستثمر العقاري ورائد الأعمال، ستيف ويتكوف، مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.

وأضاف بيان ترامب في حينها: "يحظى ستيف بالاحترام في قطاع الأعمال والأوساط الخيرية وقد ساعد على تعزيز وازدهار جميع المشاريع التي شارك فيها، وسيكون داعية لا يكل ولا يمل من أجل السلام، وسيجعلنا جميعا فخورين به".

ويتكوف، هو صديق ترامب الذي يلعب معه الغولف كثيرا في منتجعه جنوب فلوريدا، الذي ليس لديه أي خبرات عملية أو معرفة قوية بتعقيدات ملفات منطقة الشرق الأوسط.

ويرى ترامب أن ويتكوف، الذي وصفته "رويترز" بـ"الحليف القديم" للرئيس المنتخب، قائد يحظى باحترام في مجال المال والأعمال الخيرية، واصفا إياه بـ"الصوت الذي لا هوادة فيه من أجل السلام"، بحسب ذكرت "فوكس نيوز" في نوفمبر 2024.

ورغم عدم حيازته على أي خبرات سياسية ومعرفة في الشرق الأوسط، إضافة إلى أنه لم يتلق أي تدريب دبلوماسي، لكن أصدقاءه يشيرون إلى عمق علاقاته التجارية التي بناها في المنطقة، خاصة في إسرائيل وعدة دول خليجية.

في السابق، عمل ويتكوف، الذي يعيش في جنوب فلوريدا، مستشارا غير رسمي لترامب بشأن التخفيضات الضريبية والقضايا التجارية المتعلقة بوباء كوفيد-19، خلال الأعوام 2019 إلى 2020.

"قطب عقارات"

ستيف تشارلز ويتكوف ملياردير من مواليد 1957، لعائلة يهودية في برونكس ونشأ في بالدوين هاربور، بمدينة نيويورك الأميركية، حيث كان والده صانع معاطف نسائية.

السياسي الجمهوري ورجل الأعمال الأميركي، حاصل على دكتوراه في القانون من جامعة هوفسترا، وعمل في شركة محاماة عقارية، إذ كان دونالد ترامب أحد عملائه، وفي عام 1985. 

وفي عام 1987، تزوج ويتكوف من لورين رابابورت وكان لديه ثلاثة أبناء، إلا أنه في عام 2011، توفي ابنه أندرو البالغ من العمر 22 عامًا بسبب جرعة زائدة من المخدرات في منشأة داخل ولاية كاليفورنيا.

أسس ويتكوف شركة للاستثمار والعقارات عام 1997 وتحمل اسمه، واشترى مباني رخيصة في واشنطن، وتوسع مع الوقت في شراء العقارات في ولايات عدة أخرى، كما عمل في اللجنة التنفيذية للمجلس العقاري في ولاية نيويورك الأميركية.

في عام 1998، واجه قطب العقارات أزمة كبيرة؛ إذ تم إلغاء الطرح العام الأولي المخطط لشركته بسبب انهيار سوق العقارات، وحل شراكته مع زميله، ولكنه سرعان ما أسس مجموعة ويتكوف وتوسع في البناء السكني وإعادة تأهيل القديمة منها.

توسع بعدها في التسعينيات نحو عقارات في ولايات أميركية خارج نيويورك، واقتنى أبراج شهيرة، جعلته من أقطاب العقارات في البلاد، فوفقا  لمجلة "نيوزويك" الأميركية، فإن ثروة رجل الأعمال ستيف ويتكوف تقدر بأكثر من 500 مليون دولار.

ومن أشهر مشروعات ستيف ويتكوف العقارية في الولايات المتحدة، هو (The Drew Las Vegas) الذي تم وصفه بأنه ثاني أغلى منتجع في لاس فيجاس بعد تطويره بـ 3 مليارات دولار.

أما قبل إعلان تسميته مبعوثا خاصا للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فقد شغل ويتكوف منصب رئيس مجلس استشاري العقارات في كلية إدارة الأعمال بجامعة ميامي وهو عضو في مجلس أمناء جامعة هوفسترا.

في أكتوبر 2019، تم تكريمه بتعيين رئاسي في مجلس أمناء مركز "جون إف كينيدي" للفنون المسرحية. كما أنه متحدث مطلوب على نطاق واسع حول اتجاهات العقارات العالمية.

مؤيد لإسرائيل

ويتكوف يُعرف بأنه من الشخصيات المؤيدة لإسرائيل، وقد أشاد في وقت سابق بتعامل ترامب مع إسرائيل، قائلا في يوليو/تموز 2024 إن "قيادته كانت جيدة لإسرائيل والمنطقة بأسرها".

ومع وجود خط مباشر مع الرئيس المنتخب ترامب، من المتوقع أن يكون ويتكوف لاعبا رئيسا في عملية التطبيع في أنحاء المنطقة، إذ أشار ترامب إلى أنه سيعطي الأولوية لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، مع التركيز على المملكة العربية السعودية. 

وخلال الانتخابات الأميركية في عام 2023، لعب ويتكوف دورا نشطا في الحملة، إذ ساعد في ربط ترامب بالمتبرعين اليهود الذين أصبحوا غاضبين من نهج الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه. 

ويعرف عن ويتكوف مهاراته في جمع الأموال لبعض القضايا المتصلة بإسرائيل، كما حضر خطاب نتنياهو أمام الجلسة المشتركة للكونغرس في يوليو/تموز 2024، وسط خلافات نتنياهو وبايدن.

وعقب انتهاء خطاب نتنياهو، كتب ويتكوف على منصة "إكس" تغريدات داعمة لإسرائيل، وقال: "كان خطاب رئيس الوزراء نتنياهو ملحميا ومؤثرا للغاية، كنت محظوظا بوجودي في القاعة. وكما قال نتنياهو، كان الرئيس ترامب أقوى مؤيد لإسرائيل منذ أجيال".

وقال ويتكوف عبر منصة "إكس" أواخر يوليو 2024، إنه "مع الرئيس ترامب، شهد الشرق الأوسط مستويات تاريخية من السلام والاستقرار. القوة تمنع الحروب. لقد تم قطع أموال إيران مما منع تمويلهم للإرهاب العالمي".

ورأى أسامة خليل، رئيس برنامج "العلاقات الدولية بجامعة سيرايكوس" بولاية نيويورك، إن "اختيار ترامب لستيف ويتكوف، وغيره من الشخصيات المؤيدة لإسرائيل لشغل مناصب رئيسة في السياسة الخارجية والأمن القومي يتسق مع نهج ولايته الأولى كرئيس".

وأوضح خليل في تصريح نقله موقع "الجزيرة نت" في 23 نوفمبر 2023، أنه "لأكثر من 3 عقود، سيطر على السياسة الخارجية والأمن القومي أفراد ملتزمون بشدة بتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأشار الباحث إلى أن "اختيار ترامب لويتكوف كمبعوث خاص، إضافة لحاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل، إلى أن الرئيس المنتخب سيواصل دعم سياسات الاستيطان الإسرائيلية حتى الاعتراف بضم الضفة الغربية وغزة".

ويرى مراقبون أنه ويتكوف سيكون في عملية التطبيق بمطقة الشرق الأوسط، كما كان صهر ترامب، اليهودي جاريد كوشنر، هو اختيار الأخير السابق كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض بين عامي 2017 و2021.

ومثل ويتكوف، لم يكن لدى كوشنر أي خبرة دبلوماسية، ولكن انتهى به الأمر إلى لعب دور فعال في التوسط في عملية التطبيع أو ما يعرف بـ"اتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان. 

وكما كان كوشنر من قبله، فإنه لدى ويتكوف خط مباشر مع الرئيس الأميركي المنتخب، إذ أكد موقع "أكسيوس" الأميركي في نوفمبر 2024، إن "ترامب يثق بويتكوف كثيرا، وهم قريبون جدا منه. وهذا أمر سيساعد ويتكوف كثيرا في مهمته".